وفاة أكبر معمر ألماني بعد أيام من احتفاله بميلاده المئوي

كتب: ياسين عبد العزيز

أعلنت بلدية كيرنن إم ريمستال في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية وفاة كارل هايدل، أكبر معمر في ألمانيا، عن عمر بلغ 110 أعوام، وذلك بعد أيام فقط من احتفاله بعيد ميلاده الأخير الذي شهده أهالي البلدة بمزيج من الفخر والتأثر، حيث نعته البلدية بعبارات حملت الاحترام لشخصه ولرحلة حياته الطويلة.

وفاة أكبر امرأة معمرة في إيطاليا عن عمر يناهز 114 عامًا

وجاء في بيان رسمي للبلدية أن هايدل توفي بسلام ليلة السبت الأول من نوفمبر، بعد حياة امتدت لأكثر من قرن، عاش خلالها تحولات كبرى غيرت ملامح بلده والعالم، ووصفت البلدية الراحل بأنه “رمز للتاريخ العميق والحياة المرتبطة بجذور المكان”، مؤكدة أن ذكراه ستبقى حاضرة في وجدان السكان الذين عرفوه عن قرب.

وُلد كارل هايدل في الثاني من سبتمبر عام 1915، ونشأ في أسرة ريفية بسيطة خلال سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى، وبدأ حياته المهنية متدربًا في مجال الميكانيكا قبل أن يخدم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، ثم عاد عام 1948 إلى مسقط رأسه ليتولى أعمال أسرته في الزراعة، مكرسًا وقته لعائلته والعمل، ومحتفظًا بتواضعه رغم مكانته الاجتماعية المتزايدة في بلدته الصغيرة.

عرف سكان كيرنن إم ريمستال هايدل بنشاطه الدائم واهتمامه بكل ما يخص مجتمعه المحلي، حيث كان يشارك في الفعاليات العامة حتى بعد تجاوزه التسعين من عمره، وظل حتى سن المئة عامًا يعتني بحديقته الصغيرة ويتجول في أنحاء البلدة بنفسه، محتفظًا بذاكرة حادة واهتمام مستمر بمتابعة الأخبار العالمية عبر الصحف والتلفاز.

وقال عمدة البلدة بينيديكت باولوفيتش في بيان تأبيني إن كارل هايدل كان مثالًا للإنسان البسيط الذي عاش بكرامة وترك أثرًا طيبًا في نفوس الجميع، مضيفًا أنه واجه تقلبات الحياة بصبر نادر، وأن سيرته تمثل جزءًا من تاريخ البلدة الممتد عبر أجيال، وأكد أن المجتمع المحلي سيتذكره دائمًا كمثال للحكمة والاستقرار في زمن التغيرات السريعة.

ورأى سكان البلدة أن هايدل كان شاهدًا على قرن من التحولات الألمانية، من أزمات الحروب إلى الازدهار الاقتصادي، ومن الاقتصاد الزراعي إلى الثورة الرقمية، وكان حريصًا على الحديث مع الأجيال الشابة حول أهمية العمل والالتزام، وكان يؤمن بأن سر العمر الطويل يكمن في البساطة والانضباط والامتنان لكل يوم يعيشه الإنسان.

برحيله، تفقد ألمانيا أحد أبرز رموز جيلها القديم، ذلك الجيل الذي عاصر بدايات القرن العشرين بكل قسوته، وشارك في بناء ألمانيا الحديثة التي نراها اليوم، وتبقى قصته تذكيرًا حيًا بقيمة الاستمرارية والتوازن الإنساني في مواجهة التغيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى