خبيرة نفسية تكشف أسباب الصراع بين الأجيال وتفك رموز ورسائل الرؤى والأحلام | فيديو
كتبت: هدى الفقى
أوضحت د. ياسمين الجندى استشارى العلاقات الأسرية، والصحة النفسية، أن كلمة “فجوة” قد تُستخدم كثيرًا، لكن الواقع أن الاختلاف بين الأجيال أمر طبيعي، نتيجة التغير في التكنولوجيا، البيئة، والتعليم، والثقافة، ومع ذلك، فإنه ثمة عامل ثاني مهم: أسلوب التواصل، الذي تغيّر من حوارات مطوَّلة وقوانين صارمة إلى لغة سريعة بالصور والرموز، يقود إلى سوء فهم بين الأجيال.
جاء ذلك فى لقاء د. ياسمين الجندى مع الإعلامية لمى المفتى على قناة “هى”.
الفوارق بين الأجيال
واستهلت الإعلامية لمى المفتي حديثها بطرح الحالة التي يعيشها كثير من البيوت، والتى تعكس وجود فجوة في التفاهم بين الآباء والأبناء، ناجمة عن اختلاف أساليب التفكير، والتربية، واللغة، والعصر الذي نشأ فيه كل جيل.
وفى هذا الصدد أوضحت الدكتورة ياسمين أن كلمة “فجوة” قد تُستخدم كثيرًا، لكن الواقع أن الاختلاف بين الأجيال أمر طبيعي، نتيجة التغير في التكنولوجيا، البيئة، والتعليم، والثقافة، ومع ذلك، فإنه ثمة عامل ثاني مهم: أسلوب التواصل، الذي تغيّر من حوارات مطوَّلة وقوانين صارمة إلى لغة سريعة بالصور والرموز، يقود إلى سوء فهم بين الأجيال.
الصراع: فكري نفسي أو أسلوبي؟
وأكدت الدكتورة ياسمين أن الصراع بين الآباء والأبناء لا يختزل في بُعد واحد، بل يجمع بين الصراع الفكري (في المعتقدات، القيم) والنفسي (الحاجات، المشاعر) والأسلوبي (طريقة العيش والتصرف).
وأضافت أن كثير من الأجيال القديمة تربّوا على الطاعة الصامتة، بينما الجيل الجديد يرى في ذلك قمعًا إذا لم يُصاحبه فهم أو حوار، لافتة إلى أنه لا يفهم الأب “أسلوب التواصل الجديد” ولا يسمع، وفي المقابل لا يقدر الابن أن يُعبّر أو يُناقش، فيبقى كل طرف معقودًا على قالب يفهمه هو فقط.
التكنولوجيا ليست السبب الوحيد
ولفتت إلى أن التكنولوجيا ليست السبب الأوحد للفجوة، بل إن نقص الوعي بأسس التواصل هو الجذر الأعمق.
وقالت الدكتورة ياسمين إن وسائل التواصل الاجتماعي تعمل كمكبر للفجوة، إذ تُظهر مدى وجود اختلاف كبير بين الحياة الرقمية التي يعيشها الجيل الجديد، والعالم الذي يعيشه الآباء، مضيفة أنه رغم أن الطفل أو الشاب قد يبدو منعزلًا، إلا أنه متّصل بعالم أكبر من خلال الشاشة، وهذا في حدّ ذاته تحول ثقافي لا يمكن تجاهله.
وأجابت عن سؤال: كيف نعالج الفجوة؟ بالقول: “نعالج الفجوة بالدعوة إلى المرونة: يقبل كل طرف أن الآخر “ليس نسخة منه”، وأن الثقافة والقيم تتجدَّد.
وبناء مساحة آمنة للتعبير: أن يُستمع للأبناء دون سخرية أو تحميل، وأن يُعطوا حق التعبير، مع الاحترام.
وأشارت الدكتورة ياسمين إلى أهمية الوقت المشترك أو “الوقت المقدّس” قائلة: أن يخصص أفراد العائلة وقتًا للتجمع والتحدث، ليس بالكمية بقدر النوعية، وأن يسألوا بعضهم عن يومهم، همومهم، أحلامهم، والذكر بأن الآباء يجب أن يدركوا أنهم ليسوا أمام نفس الأجيال التي تربوا عليها؛ فمرحلة التكنولوجيا والسرعة تغير أنماط التربية، ويجب مواكبتها لا مقاومتها.
الانتقال إلى فلك الأحلام
وهنا تختتم الدكتورة ياسمين تقديمها للمحور الأول، تمهيد للانتقال إلى موضوع تفسير الأحلام.
وتعلّق الإعلامية لمى المفتي بأن الأحلام قد تختلط بين الواقع والخيال، فتُفتَح معها نافذة للنظر إلى ما وراء الظاهر، وتُمرّر الحلقة إلى الجزء التالي المختص بالرؤى والرموز.
“الرؤى والأحلام.. بين الرسائل والرموز”
وواصلت الدكتورة ياسمين الجندي — المتخصصة في تفسير الرؤى والأحلام — تحليلها العميق لرمزية الأحلام، وكيفية التفرقة بين الرؤى الصادقة وأحلام النفس وأحلام الشيطان.
واستهلت الجزء الثانى من الحلقة بمداخلة من أحد المتصلين، حيث روى حلمًا مزعجًا تكرر معه أكثر من مرة، رأى فيه كلابًا مفترسة تطارده، وسقوطه في حفرة عميقة تملؤها الأشواك والجروح، إلى أن أنقذه طيف أبيض نوراني. علّقت الدكتورة ياسمين بقولها: “هذا النوع من الرؤى هو رؤيا تحذيرية صادقة، تحمل رموزًا قوية وواضحة بأن الرائي محاط بأعداء ومؤذِين، لكنه في ذات الوقت يتمتع بحماية ربانية واضحة، تتجلى في الطيف النوراني الذي أنقذه في الحلم”.
وأكدت الدكتورة ياسمين أن تكرار مثل هذه الرؤى مؤشرٌ مهم لا يجب تجاهله، بل يستدعي التأمل والتصرف بحذر، خاصةً عندما تكون الأحلام قصيرة، واضحة، وتترك أثرًا نفسيًا قويًا بعد الاستيقاظ.
الرموز في الرؤى: لا تفسَّر بمعزل عن السياق
شددت د. ياسمين على أن رمزية الأحلام تختلف من شخص لآخر، ولا يجوز تفسير الرمز بمعزل عن الوضع النفسي والاجتماعي للرائي، وتفاصيل الرؤية الكاملة.
وضربت أمثلة على رموز شائعة كالتالى:
الخاتم: للفتاة العزباء قد يدل على ارتباط، وللمتزوجة قد يشير إلى حمل.
الماء: إذا كان صافياً فيدل على رزق، وإذا كان عكراً فقد يشير إلى ضيق أو رزق مشبوه.
السقوط: من الرموز الخطيرة التي غالبًا ما تدل على مشكلة كبيرة أو مصيبة.
البئر: قد يرمز للحسد أو السحر، بناءً على ما ورد في قصتي يوسف والنبي ﷺ.
البيت والأبواب في الحلم
أوضحت أن رؤية البيت تدل غالبًا على الحياة الشخصية أو الأسرية، فإن كان البيت جميلاً فهذا يشير إلى استقرار وسعادة، وإن كان متهالكًا أو مظلمًا فقد يدل على مشاكل أسرية أو حسد.
أما الأبواب فهي رموز للتحولات أو الفرص الجديدة، وقد تعكس مدى قبول الشخص أو انغلاقه على العالم.
الرموز المزعجة: الفأر، القط، كسر السن
الفأر: قد يرمز للفقر أو الحسد.
القط: يختلف حسب السياق؛ قد يدل على شخص منافق أو على حماية.
كسر الأسنان أو سقوطها: ليس دائمًا دالًا على الموت، بل قد يشير إلى طول العمر أو مشاكل أسرية.
رؤية الميت في المنام: رسالة أم حنين؟
أشارت إلى أن رؤية المتوفين قد تكون، رسالة واضحة من الميت (تنبيه، طلب دعاء، أو تحذير)، أو مجرد اشتياق من الرائي.
وأوضحت أن هيئة الميت في الحلم تدل على حاله: إذا جاء بوجه بشوش وملابس جميلة، دلّ على مكانته الطيبة.
وإذا كان في حال رديء، فيُستحب الدعاء له وإخراج الصدقات.
تكرار الحلم: تأكيد على الرسالة
أكّدت الدكتورة أن تكرار الرؤية لا ينبغي تجاهله، فهو دليل على أن الرسالة الروحية فيها تحتاج لتوقف وتأمل، بل وقد تكون بمثابة تحذير أو بشارة مؤكدة.
هل يمكن تفسير الحلم دون الرجوع لمفسر؟
رغم إيمانها بقدرة بعض الأشخاص على تفسير أحلامهم بأنفسهم — خصوصاً إن كانوا على دراية بالرموز — أكدت أن الرموز تحتاج إلى “تفكيك شيفرة” دقيقة، ولذلك يُستحسن الرجوع إلى مفسر ثقة متخصص، لأن التفسير الخاطئ قد يؤدي إلى تصرفات تغير حياة الشخص بالكامل.
كيف نتعامل مع الحلم المزعج؟
نصحت الدكتورة بعدم القلق من الأحلام المزعجة، والتعامل معها بالطريقة التالية:
الاستعاذة بالله من شر الرؤيا.
البصق على الجهة اليسرى ثلاثًا.
الصدقة بنية صرف البلاء.
عدم رواية الحلم لأحد، إلا عند الحاجة وبتحفظ.
متى تكون الرؤية أقرب إلى الصدق؟
الرؤى الصادقة غالبًا ما تقع في: الثلث الأخير من الليل (قبل الفجر)، حيث يكون القلب أنقى، ووقت القيلولة، كما ورد عن النبي ﷺ.
أما الأحلام التي تأتي بعد الفجر أو في حالة التعب النفسي، فهي في الغالب من انعكاسات الواقع.
رؤى البُشريات والزواج
وخلال الحلقة،/ حدثت مداخلة بمكالمة من فتاة روت أن والدتها حلمت بها ترتدي فستان زفاف منذ أربع سنوات، ثم تكرر الحلم مؤخرًا برؤية سمك يتحول إلى خبز عليه سكر.
وفسّرت الدكتورة الرؤى بأنها بُشرى بقرب ارتباطها بشخص مناسب جدًا، وأن الخير قد يتأخر لكنه لا يُنسى، مستشهدةً برؤية يوسف عليه السلام التي تحققت بعد سنوات طويلة.
واختتمت الدكتورة ياسمين الجندي حديثها بالتأكيد على أن الرؤى جزء من العلاقة الروحية بين الإنسان وربه، وأن على الإنسان أن يعيش دائمًا في رضا ويقين، ويأخذ من رؤاه ما يُعينه على الطريق، دون التعلّق المفرط بها.
شاهد الحلقة كاملة:







