شريف عبد القادر يكتب: بمناسبة افتتاح المتحف الكبير.. لأصحاب المعاشات طلب
بيان
(1)
سعد المصريون جميعًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الحضاري الذي يخلّد عظمة التاريخ المصري القديم ويُعد من أبرز إنجازات العصر الحديث.
وقد شكّل الافتتاح لحظة فخر وبهجة لكل مواطن يرى في المتحف شاهدًا على عبقرية أجدادنا وتاريخنا الممتد عبر آلاف السنين.
وفي خضم هذا الاحتفاء الوطني، عبّر عدد من أصحاب المعاشات — وهم من بناة الدولة الحديثة — عن أمنية إنسانية بأن يُتاح لهم دخول المتحف مجانًا، تقديرًا لعطائهم الطويل في خدمة الوطن.
كما دعوا إلى تخصيص نسبة 10% من عائد بيع تذاكر المتحف لصالح هيئة التأمينات والمعاشات، للمساهمة في رفع الحد الأدنى للمعاشات وتحسين أوضاع كبار السن الذين يعانون من جمود دخولهم منذ سنوات.
افتتاح المتحف ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو تأكيد على استمرارية العطاء المصري عبر العصور — من بناة الأهرام إلى بناة الدولة الحديثة — الذين ينتظرون اليوم لفتة كريمة تليق بتاريخهم وجهودهم.
(2)
كنتُ أتحدث مع جارٍ، وتطرّق الحديث إلى نصّابي السوشيال ميديا، فرويتُ له أنني تلقيتُ مقترحًا عبر “يوتيوب” على هاتفي مراتٍ عديدة من شخص يُدعى ريم بنت الوليد بن طلال بزعم تقديم مساعدات، مع ذكر رقم للتواصل على الواتساب: (+966566258553).
وعند فتح الفيديو على “يوتيوب”، يظهر شابٌّ نصّاب ذو مظهرٍ لطيف، يطلب إرسال الاسم والرقم لإرسال منح مالية، مما يؤكد أن الموضوع إمّا للنصب أو للاختراق (هاكر).
وكنتُ ألفت نظر الجار ليأخذ حذره، فإذا به يضحك ويقول لي: “هم فعلًا نصّابون”، وحكى أنه تلقّى مقترحًا من الوليد بن طلال، فأرسل لهم اسمه ورقم الواتساب، وعلى الفور أبلغوه بأنه تمت الموافقة على طلبه، وتقرّر مساعدته بمبلغ — خذ عندك — مائة وخمسين ألف دولار!
وأضافوا أنه سيتم اتخاذ الإجراء اللازم بعون الله، لكن حتى يتم استكمال الإجراءات، يجب عليه دفع رسوم خدمات الاستقبال وقدرها 350 دولارًا لا غير، وبعد الدفع سيتم تحويل مبلغ المنحة تلقائيًا.
وقد تأكّد من هذا الطلب أنها عملية نصب، فلم يستجب لهم. وهؤلاء النصّابون — في الغالب — جمعوا مبالغ طائلة من الذين صدّقوا الحيلة وابتلعوا الطعم، وربما استدان بعضهم المبلغ المطلوب (350 دولارًا).
لذا نتمنى من إخوتنا المصريين الحذر، وألّا يصدّقوا مثل هذه الإغراءات التي تُنسب إلى أمراء أو رجال أعمال خليجيين على وجه الخصوص.
وإلى ريم ووالدها الأمير الوليد بن طلال نقول: “المشرحة مش ناقصة قتلى!”.





