إسرائيل تتأهب لاحتمال مواجهة مع حزب الله.. تصعيد يثير القلق الإقليمي

لبنان – بيان
تعيش الجبهة الشمالية لإسرائيل على وقع توتر متصاعد مع حزب الله اللبناني، في ظل مؤشرات متزايدة على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية محدودة خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما نقلته القناة الإسرائيلية (12) وصحيفة “معاريف” العبرية مساء الأحد.

استعدادات عسكرية وتقديرات استخباراتية

ذكرت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب تحسبًا لأي تصعيد محتمل مع حزب الله، مشيرة إلى أن ذروة التوتر قد تكون بعد نحو شهر، مع انتهاء المهلة الممنوحة لنزع سلاح الحزب جنوب نهر الليطاني، وفق القرار الأممي 1701.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن حزب الله يواجه ضغطًا متزايدًا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت مواقع تابعة له في الأيام الأخيرة، بينما يتجنب الرد المباشر تجنبًا لتوسيع نطاق المواجهة، في وقت وصفته صحيفة “معاريف” بأنه “مأزق واضح” للحزب، بين الرغبة في الرد والخشية من تداعياته على الداخل اللبناني.

تهديدات إسرائيلية وضغوط أميركية

وفي سياق متصل، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا صريحًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ حزب الله أي هجوم يستهدف بلدات شمال إسرائيل، مؤكدًا أن بلاده “لن تتردد في الرد على أي تهديد”.

وأضاف كاتس، في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، موضحًا أن إسرائيل تمنح الجهود الدبلوماسية الأميركية فرصة قبل اتخاذ خطوات ميدانية جديدة.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة على أن حزب الله “يحاول إعادة تسليح نفسه”، مضيفًا أن إسرائيل تنتظر من بيروت تنفيذ التزاماتها الدولية، لكنها في الوقت ذاته “ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها” إذا اقتضت الضرورة.

مأزق حزب الله

في المقابل، يلتزم حزب الله صمتًا ميدانيًا وإعلاميًا نسبيًا تجاه التصعيد الإسرائيلي، ما أثار تساؤلات داخل الأوساط الإسرائيلية حول طبيعة هذا الموقف: هل هو تكتيك دفاعي مرحلي، أم انعكاس لعجز ميداني فرضته التطورات في الجنوب اللبناني؟

ويرى محللون أن الحزب يعتمد استراتيجية امتصاص الضربات لتجنب مواجهة شاملة قد تستنزف قدراته العسكرية في وقتٍ حساس، خاصة في ظل انشغال إسرائيل بملفات إقليمية متعددة، من غزة والضفة الغربية إلى سوريا واليمن.

تصعيد إقليمي مفتوح

ويخشى مراقبون من أن يؤدي أي تصعيد ميداني في شمال إسرائيل إلى انفجار جبهة جديدة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، خصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتنامي التوتر في البحر الأحمر وسوريا ولبنان.

ومع اقتراب نهاية مهلة نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني، تبدو إسرائيل أمام مفترق طرق بين الرهان على الضغوط الأميركية والدبلوماسية الدولية، أو اللجوء إلى القوة العسكرية إذا رأت أن التهديد من الشمال بات وشيكًا.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى