إقبال كثيف على المتحف المصري الكبير يفوق التوقعات الرسمية

كتب: ياسين عبد العزيز

أكد الدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير أن اليوم الأول من افتتاح المتحف شكل لحظة تاريخية لمصر كلها، إذ شهد توافد أعداد ضخمة من الزوار من داخل البلاد وخارجها منذ الساعات الأولى، موضحاً أن الإقبال فاق كل التقديرات التى وضعتها إدارة المتحف قبل الافتتاح الرسمى، وأن حجم الاهتمام المحلى والدولى يعكس مكانة المتحف الجديدة على خريطة السياحة العالمية.

توافد المصريين والأجانب على المتحف المصرى الكبير بعد افتتاحه الرسمى

وشدد زيدان فى حديثه عبر قناة إكسترا نيوز على أن المتحف المصرى الكبير أصبح أيقونة عالمية تجمع بين التراث والتكنولوجيا الحديثة، إذ جاء تصميمه ليعرض التاريخ المصرى القديم بصورة شاملة ومترابطة.

وأشار إلى أن اليوم الأول شهد حرص الزوار على مشاهدة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون المعروضة لأول مرة تحت سقف واحد، وتضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تمتد على مساحة سبعة آلاف وخمسمئة متر مربع، وهو ما منح التجربة طابعاً فريداً من نوعه.

وأوضح أن الزوار تجولوا كذلك داخل قاعات الدولة القديمة التى فُتحت لأول مرة، إلى جانب أربع قاعات كبرى جرى تصميمها بأسلوب يحاكى الكهوف الأثرية القديمة، منها قاعة للآثار الغارقة وأخرى مخصصة لآثار دير المدينة وثالثة تضم مقتنيات منطقة حور ورابعة تحكى تفاصيل وادى الملوك، مؤكداً أن طريقة العرض الحديثة أتاحت للزائر فهماً أعمق لتطور الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة.

وبيّن أن اختيار موعد الافتتاح فى الأول من نوفمبر جاء متزامناً مع ذكرى اكتشاف المقبرة الذهبية للملك توت عنخ آمون، فى خطوة تهدف إلى الربط بين الحدثين وتعزيز الحملة الترويجية للسياحة المصرية، مضيفاً أن اسم توت عنخ آمون ما زال يتمتع بشهرة عالمية واسعة، إذ يمثل رمزاً للحضارة الفرعونية ويجذب ملايين المتابعين حول العالم منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.

وكشف زيدان أن عملية ترميم المقاصير الأربع الخاصة بالملك توت عنخ آمون كانت من أدق المراحل التى نفذها فريق المتحف خلال السنوات الماضية، نظراً لحجمها الكبير وحالتها التى تأثرت بعوامل الزمن، حيث عانت الخشبيات المذهبة من تشققات وضعف فى البنية الداخلية، مشيراً إلى أن الترميم أُنجز داخل معامل المتحف باستخدام أجهزة فحص وتحليل حديثة تضمن الحفاظ على التفاصيل الأصلية دون المساس بالقيمة الأثرية.

وأضاف أن فرق الترميم استخدمت تقنيات متطورة فى التنظيف وإعادة التثبيت، مع مراقبة دقيقة لمستويات الرطوبة والحرارة داخل المعامل، مؤكداً أن العمل تم بأيدٍ مصرية مدرّبة على أعلى مستوى، وأن هذه الجهود تعكس التزام الدولة بالحفاظ على تراثها بما يتوافق مع المعايير الدولية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصرى الكبير سيصبح مركز جذب سياحى وثقافى رئيسى خلال الفترة المقبلة، وأن إدارة المتحف تضع خططاً متواصلة لتطوير تجربة الزيارة، بما يجعل منه منصة تعليمية وسياحية تسلط الضوء على تاريخ مصر القديم وتربطه بحاضرها المعاصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى